عملية الشراء معطلة في الوقت الحالي, أضف المنتجات التي ترغب بشرائها في السلة واتمم عملية الشراء في وقت لاحق.

ثلاث سنوات ونصف مع ناظم حكمت

خلال الحرب العالمية الثانية، وتحديداً عام “1940” حين تمَّ نقل شاعر تركيا الأكبر آنذاك “ناظم حكمت” من سجن “تشانكيري” إلى سجن بورصة، لم يكن السجن خاصاً بالسياسيين آنذاك، فهنا يجتمع السياسيون المعارضون، وتجار الحشيش والمقامرون وسجناء من تهم مختلفة، وتجر  المزيد من المعلومات

58.00 ر.س

+  

نقطة مكتسبة بشرائك هذا المنتج

المكافآت  

رمز المنتج

Z.21723.15964851786663601

الوزن

0 kg

الكمية

نفدت الكمية

نبهني عند التوفر

شارك المنتج

وصف المنتج


خلال الحرب العالمية الثانية، وتحديداً عام “1940” حين تمَّ نقل شاعر تركيا الأكبر آنذاك “ناظم حكمت” من سجن “تشانكيري” إلى سجن بورصة، لم يكن السجن خاصاً بالسياسيين آنذاك، فهنا يجتمع السياسيون المعارضون، وتجار الحشيش والمقامرون وسجناء من تهم مختلفة، وتجري بشكلٍ يومي عمليات ضربٍ وطعنٍ وربما يصل الأمر حدَّ القتل في بعض المرات، بغرض فرض إتاواتٍ يوميةٍ على السجناء الأضعف، من قبل السجناء الأقوى.

يتحدث “أورهان كمال” عن سجنه في بورصة قبيل نقل الشاعر “ناظم حكمت” إليه، كانت الأيام رتيبةً وتتكرر ببرود ممل، إلى أن دخل عليهم “ناظم حكمت” فكان ذلك إيذانا بتغير جذري في حياة الشاعر والروائي أورهان كمال، في العنبر “52” استمع إليه “ناظم حكمت” مرارا دون أن يعجب بشعره، وحين قرأ له مزقاً قصصيةً وجد أنَّ موهبته تنصب في هذا النوع الأدبي، ودفعه للانكباب عليه، وكان هذا سبباً في تحول “أورهان كمال” من الشعر الى الرواية.

كانت غرف السجناء فرديةً، وكان “ناظم حكمت” يكره الوحدة ويعجز عن العمل في اجواءها، لذا طلب من إدارة السجن ان ينضم اليه أورهان كمال في غرفته، وهكذا كان. 

يمضي أورهان كمال بموهبته الروائية، في عرض حياتهم السجنية البسيطة، التي تختلط فيها الحوارات الفلسفية، والسجال المستمر، حول مصائر الحرب الدائرة بين دول الحلفاء والمحور الألماني، بالقرارات اليومية حول نوع الخضار الذي سيطبخونه وسبل توفير الليرات اللازمة لشراء ما ينبغي .

لم يكن “ناظم حكمت” سجيناً عادياً فقد كان يحظى باحترام وتقدير من إدارة السجن الأمر الذي وظفه بشكل إنساني بسيط في إيصال صوت السجناء إلى إدارة السجن والعمل على تحسين ظروفهم، وتلبية احتياجاتهم اليومية.

كان تقديره واحترامه لزوجته “بيرايا” بلا حدود، وحبه لها مختلف عن حب أي زوجٍ لزوجته، هكذا كان يجده “أورهان كمال” فقد كان ناظم يطلعه على رسائله التي يبعث بها إليها، وقد كانت تزوره في السنة مرتين أو ثلاث مرات، وكانت تكتب إليه بلغة عاليةٍ وعاريةٍ من الزخرف، لكنها تشي بسيدةٍ تعرف أنّها زوجة شاعرٍ كبير، وأنَّ لها قيمة تاريخية، لكنها كانت رصينة في خطابها معه، وكانت أقصى أمانيه أن تزل قدمها لمرةٍ واحدةٍ فتكتب له “حبيبي ناظم”، كان يصرح مراراً وبحزنٍ عميق أنه على استعداد لأن يعطي عمره كله عن طيب خاطر لقاء يومٍ واحدٍ يمضيه في بيته مع زوجته وابنه محمد فؤاد، ثم يذهب معها إلى حانةٍ يونانيةٍ يشربون فيها العرق.

كتب أورهان كمال في النهايات، عن ساعة مفارقته لناظم؛

 “في صباح السابع والعشرين من أيلول “1943” بدأ اليوم بشمسٍ ساطعة، وعلى باب السجن مع ناظم، وأمام نظرات الشوق لباقي المساجين الذين سأتركهم، وبعد أن ودعت ناظم وعانقته مراراً وتكراراً، خرجت والحقيبة في يدي.

كم سأكون سعيداً بالتقائي بيتي وبلدي، وبالأخص ابنتي التي تركتها وهي ابنة أربعين يوماً، وصارت اليوم خمس سنوات، بقدر سعادتي تلك نفسها، حزنت لأنني فارقت صداقة ناظم التي بلا حدود.."


*ناظم حكمت (1902-1963) ولد في سالونيك “اليونان” وتوفي في موسكو، كان من أهم الشعراء الأتراك في زمنه.. ينحدر من عائلة ثرية ذات نفوذ، عارض الإقطاعية التركية وشارك في حركة أتاتورك التجديدية ولكن بعدها عارض النظام الذي أنشأه أتاتورك وسجن في السجون التركية حتى 1950، فر إلى الاتحاد السوفييتي وهو شاعر شيوعي، كانت أشعاره ممنوعة في تركيا وقد سُحبت الجنسية التركية من “ناظم حكمت” بقرار وزاري في مطلع خمسينيات القرن الماضي، لكنه حظي بتقدير كبير خارج تركيا بوصفه شاعرا وأديبا تركيا؛ وتُرجمت كتبه إلى العديد من اللغات. وأعيدت له الجنسية التركية عام “2009” بقرار رسمي من الحكومة التركية .

*أورهان كمال (1914-1970) هو الاسم الأدبي لمحمد رشيد أوكوتجو. فرَّ والده إلى سورية لأسبابٍ سياسية. ثم ما لبث أن عاد إلى تركيا بعد أن أتمَّ الثامنة عشرة من عمره. ليبدأ مسرته الأدبية بكتابة الشعر في صحف ومجلاتٍ تركية، لكن لقاءه بناظم حكمت كان سبباً في تحوله من الشعر إلى كتابة الرواية، وذلك بعد سنواتِ سجنه الخمس، التي قضى منها ثلاث سنوات ونصف السنة مع ناظم حكمت، وهوَ مَنْ نصحه بأن يترك الشعر ويكتب الرواية، فنهل من سنوات سجنه ومعاركته لحياة الكادحين والفقراء، مادةً ملهمةً لأدبه، ليكون من أهمِّ الروائيين الأتراك في العصر الحديث.

التقييمات
  اضف تقييمك
لا توجد تقييمات, اترك تقييمك
إستبدل نقاطك بمكافات
رصيدك نقطة