ماركس والدمية
سندفنها في الحديقة، عند جذع الشجرة. هذا أفضل مخبأ.- ولماذا نفعل ذلك؟أنت تعرفين أنَّنا لن نعود أبداً، وحتى لو عدنا فإنَّ هذا المنزل وهذه الحديقة لن يكونا موجودين. - لا يهم، علينا فعل ذلك.لا يمكننا إلقاؤها أو إحراقها، أو الأسوأ تقديمها لأيّ شخص. - أجل، المزيد من المعلومات
45.00 ر.س
+
نقطة مكتسبة بشرائك هذا المنتج
المكافآترمز المنتج
الوزن
شارك المنتج
سندفنها في الحديقة، عند جذع الشجرة. هذا أفضل مخبأ.
- ولماذا نفعل ذلك؟
أنت تعرفين أنَّنا لن نعود أبداً، وحتى لو عدنا فإنَّ هذا المنزل وهذه الحديقة لن يكونا موجودين.
- لا يهم، علينا فعل ذلك.
لا يمكننا إلقاؤها أو إحراقها، أو الأسوأ تقديمها لأيّ شخص.
- أجل، هذا صحيح. ستكون هدية مسمومة.
- اذهبي وأحضري الكتب، أنا سأحفر الحفرة.
وتضع الأم في هذه الحفرة ماركس وأنجلز ولينين ومكارينكو وتشي غيفارا وآخرين، ويُهيل الأب فوقها التراب الرطب.
الفتاة الصغيرة موجودة هناك. تراقبهما وهي واقفة على المدخل. تقول في سرّها إنَّ هذه الحديقة صارت تحتوي الكثير من الأشياء: دُمَاها، والآن كتب أبيها الممنوعة. أقسمت أن تعود وتنبش كلّ هذا، فيما بعد، حين تستطيع..
ماركس والدمية" هي الرواية الصادرة عن دار "نوفيل أتيلا"، والتي تَوجت الكاتبة الإيرانية مريم مجيدي بجائزة "جونكور الرواية الأولى"، الجائزة الفرنسية، التي تمنح من قبل أكاديمية "جونكور" المرموقة.
تغوص الرواية عميقا في مجتمع ما بعد ما عرف بالثورة الإسلامية في إيران عام 1979، وكيف تحولت هذه الثورة إلى نقمة؛ عبر الحكم المتسلط والمتشدد الذي أنتجته، والذي صار يعرف بحكم الملالي هناك، لينتج العديد من القصص المأساوية في المجتمع الإيراني، ربما تكون تفاصيل هذه الرواية واحدة منها، فـ"ماركس والدمية"، تعبر بجدارة عن حكايا كثيرة تناثرت شظايها في متن السرد الإيراني الحديث، والذي يقف على النقيض في كتلة المقاومة.
عالم من البؤس والظلم عاشته الكاتبة ذات السنوات الست، حيث ولدت عام 1980، أي بعد عام واحد من استيلاء الملالي على الحكم، لتشهد إيران مذ ذلك التاريخ، حقبة من الويلات والمظالم، عبر فكر ظلامي يتم تسويقه، للأسف، باسم الإسلام، ولئن غابت الكاتبة في أول عام من تلك الحقبة، لكن ظلت ذاكرتها متقدة، لتحكي عن تلك الأيام، عبر ما سمعته من والديها والرفاق الذين تشردوا في الأرض، لكنهم يحضرون مرة أخرى هنا في تفاصيل سرد ساخر ومؤلم .