على مرتفعات اليأس
ألفت هذا الكتاب سنة 1933 وعمري 22 سنة في مدينة التي أحبها بترانسلفانيا. كنت وقتها قد أنهيت دراستي. وتظاهرت بالاشتغال على أطروحتي لمغالطة عائلتي، ولكن أيضا لمغالطتي. أعترف أن الرطانة الفلسفية في ذلك الوقت مازالت تُطرِي غروري و تجعلني أحتقر كل من يستعم المزيد من المعلومات
66.00 ر.س
+
نقطة مكتسبة بشرائك هذا المنتج
المكافآترمز المنتج
الوزن
شارك المنتج
ألفت هذا الكتاب سنة 1933 وعمري 22 سنة في مدينة التي أحبها بترانسلفانيا. كنت وقتها قد أنهيت دراستي. وتظاهرت بالاشتغال على أطروحتي لمغالطة عائلتي، ولكن أيضا لمغالطتي. أعترف أن الرطانة الفلسفية في ذلك الوقت مازالت تُطرِي غروري و تجعلني أحتقر كل من يستعمل اللغة العادية. غير أنه سرعان ما حدث لي انقلاب داخلي في كل هذا، وضع حدا ودهر كل مشاريعي.
كان الأرق اللا منقطع هو الظاهرة الرئيسية، الكارثة بامتياز، هذا العدم من دون هدنة. كنت أتجول خلال ساعات وساعات في الأنهج الفارغة، أو أحيانا في تلك الشوارع التي يلازمها المنعزلون المحترفون، رفاق مثاليون خلال لحظات القلق المستبد. الأرق صفاء مدوخ يجعل من الفردوس مكانا للتعذيب. كل شيء محبب خلال هذا الأرق المستمر، خلال هذا الغياب المجرم للنسيان. في أثناء هذه الليالي الجهنمية أدركت بطلان الفلسفة. ساعات الأرق في عمقها هي نُبذ لا نهائي للتفكير بالتفكير، هي الوعي الساخط على نفسه، إعلان حرب، إنذار شیطاني من الذهن لنفسه. يمنعك المشي من تجنب أسئلة بلا أجوبة وتردیدها، بينها من الممكن على السرير أن نظل نجترٌّ كل ما هو معقد إلى درجة الدوار .