ناقصة عقل ودين

احترت كثيراً في كتابة سطور البداية لهذا الكتاب، خاصة أن موضوع النساء، وحقوقهن قد أشبع طرحاً، وتكرر في مئات الآلاف من الكتب العربية، والأعجمية، وبكل لغات العالم، ومن له تجربة في التأليف سيفهم فحوى كلامي، فالبداية في مجال الكتابة هي أصعب ما يمر به المؤلف، وما إن يتخطاها حتى يسترسل دون توقف، إلى أن يصل إلى الخاتمة، التي لا تقل صعوبة كتابتها عن البداية. وأنا أكتب لكم هذه البداية، أجاهد لأن يكون هذا الكتاب نسخة غير مكررة مما سبقه من الكتب والمقالات، ولن أسعى في هذا الكتاب للدفاع عن المرأة وحقوقها، بقدر ما أسعى لتوضيح حقوقها، والهدف، والفائدة من تمكينها. وكيف تم إخفاء واستغلال، وتمييع حقوقها بطرق غير شرعية، وغير إنسانية أدت لضعف المجتمع من خلال شل المحرك الأساسي الآخر المتمثل بدور المرأة الموازي لدور الرجل، وكيف أضيفت لها الصيغة الشرعية والاجتماعية، وذلك ليتم تمريرها على أفراد المجتمع؛ ليتقبلوها وكأنها فرض، أو حق يجب تطبيقه.