الأرض العذراء

تدور أحداث هذه الرواية في الريف الروسي الذي يحفل بالجمال الصادق والطبيعة الخلابة والحياة المثيرة للإعجاب. حاول المؤلف أن يقدم عملًا أدبيا يجمع بين الحب والسياسة، فنرى محور الأحداث شاب وشابة ممزقان بين علاقة الحب وبين الكفاح السياسي من أجل نمو مجتمعهم، يكافحان سويًا لإحراز أي تقدم في ظل تقاعس الريف وفي ظل البؤس الجامح الذي يجتاح كل أطياف الريف.. ومن هنا يجتذبهما رغبة الاستقرار والعيش في علاقة حب آمنة، ورغبة التقدم والحرص والخوف على مستقبل الريف وما ينتظره من تدهور.

ومع ذلك فالرواية لا يخلو من الهجاء لكثير من الأوضاع السياسية والاجتماعية، حتى أن كثيرًا من القراء يعتبرون هذه الرواية إنجيل تورجنيف الذي قدمه إلى الناس وفتح أعينهم على الظلم والتعسف الواقع عليهم والقائم في البلاد على يد القيصرية الغاشمة في روسيا، ذلك الظلم الذي بدد جمال الريف الروسي وأوصله إلى أوضاع متردية، وهذا ما أثار كثيرًا من موجات النقد ضد الرواية.. وعلى الرغم من هذا الطابع السياسي إلا أن الحب يظل حاضرًا في كل الأحداث والجمال الريفي الروسي من أبرز العناصر التي ركز عليها المؤلف.